تحاول جميع ام بأن تقوم بتعليم اطفالها اصول الدين و تسعى
دائما لكي تقوم بتحفيظهم للقرآن الكريم و هنالك عده طرق و خطوات
يجب مراعاتها عند تحفيظ الأطفال للقرآن .
كيفية العرض للأطفال الذين يقرؤون و يكتبون: ممكن اتباع كيفية العرض فتحفيظ القرآن
الكريم للأطفال الذين يتقنون الكتابه و القراءة؛ اذ يحدد المعلم المقدار الذي ممكن للطفل
حفظة فالجلسه الواحدة، و تنبغى عند تحديد المقدار مراعاه قدره الطفل علي الحفظ، و وقتة المخصص للحفظ،
ومدي همتة و نشاطه، و مستوي صعوبه الآيات، بعدها يقرا الطفل المقدار المراد حفظة من
المصحف علي المعلم؛ ليصوب اخطاءه، و يقوم اداءه، و ربما يقرا المعلم الآيات امام الطفل،
ويأمرة بالترديد خلفه، و المتابعه من المصحف، و فحال مواجهه الطفل لأي مصاعب في
نطق بعض العبارات من القرآن الكريم، و عدم قدرتة علي قراءتها، فإن المعلم يحرص علي تلقينه
إياها؛ ليتمكن من قراءتها بشكل صحيح، و بعد الانتهاء من مرحله تصويب الأخطاء، ينتقل الطفل الي مرحله الحفظ؛
فيقرا المقدار المراد حفظة عده مرات الي ان يتمكن من الحفظ، و ممكن تقسيم الصفحة
الواحده الي اجزاء، كما ممكن تقسيم الآيه الطويله الي مقاطع، بعدها حفظها و الربط بينها، و ينصح
برفع الصوت بشكل معتدل خلال الحفظ، و بذلك يستعمل البصر و السمع و النطق فعمليه الحفظ،
ثم تتم تلاوه الآيات التي تم حفظها بترتيل و تمهل، و مراجعه الحفظ من اثناء التسميع الذاتي عدة
مرات؛ للتأكد من الحفظ بشكل صحيح، و بعد اتقان الحفظ يراجع المعلم حفظ الطالب بالتسميع.
كيفية التلقين للأطفال الذين لا يقرؤون و لا يكتبون: يعرف التلقين بأنه: سرعه التفهيم، يقال:
لقن فلانا؛ اي فهمة كلاما لم يكن يفهمة من قبل، و مما يدل علي اهميه كيفية التلقين فتعليم القرآن الكريم
أن جبريل -علية السلام- لقن رسول الله -صلي الله علية و سلم- اول خمس ايات من
سوره العلق، و علي الرغم من طول الوقت المستغرق فالتحفيظ بالتلقين، الا ان هذة الطريقة
من اروع الطرق للتحفيظ؛ لأن الذي يلقن لا يخطئ، و تنقسم هذة الكيفية الي نوعين، هما:
التلقين الفردي؛ من اثناء قراءه المعلم للآيات المراد حفظها من قبل طفل و احد،
ثم يرددها الطفل بعده، و التلقين الجماعي؛ من اثناء قراءه المعلم للآيات المراد حفظها على
مسامع مجموعة من الأطفال، بعدها يرددها الأطفال خلفة الي ان يتم الحفظ،
ويفضل استعمال التلقين الفردي ان امكن، و لاستعمال هذة الكيفية علي اتم و جه، ينبغي
أن يصبح عدد الأطفال قليلا، الي جانب توجية المعلم للطلاب الي دقه الاستماع،
وحسن الترديد، و تكرار العبارات الصعبة، و تقسيم الآيات المراد حفظها الي مقاطع صغار بما
يناسب نفس الطفل عند ترديدها بصوت منتظم معتدل. كيفية الحفظ علي مدار اليوم: يتم في
هذة الكيفية توزيع و قت الحفظ علي مدار اليوم؛ حتي يتمكن الطفل من اداء سائر و اجباتة الأخرى؛
فيحفظ اية طويلة بعد كل صلاة؛ ليصبح مجموع الحفظ فاليوم الواحد خمس ايات، و هو عدد الآيات
الذى انزل من سوره العلق حين بعثه محمد -صلي الله علية و سلم-، فيصبح الحفظ خمس ايات يوميا،
أما ان قرر المعلم البدء بتحفيظ السور القصيرة؛ فيحفظ الطفل سورة و احدة يوميا، و بعد تثبيت الحفظ
اثناء اليوم، يقرا الطفل ما حفظة فصلاته، و كذا فكل يوم؛ ليصبح مجموع الحفظ الأسبوعي
خمسة و ثلاثين ايه تتم مراجعتها فنهايه الأسبوع، و من اهم ما ينبغى التركيز علية لنجاح هذه
الكيفية الاستمرار و المواظبة، اذ ان احب الأعمال الي الله -تعالى- ادومها و إن قل، و تجدر الإشاره الى
أن هذة الكيفية لا تصلح لجميع الأطفال؛ فقد لا يتمكن بعضهم من اتمام حفظ خمس ايات دفعة و احدة.
كيفية اتباع هدى السلف الصالح -رحمهم الله-: كان الصحابه -رضى الله عنهم- احرص الناس علي تعلم القرآن الكريم؛
فقد كان لكلام الله -تعالى- مكانه عظيمه فنفوسهم، و ربما اتبع الصحابه -رضى الله عنهم-
كيفية معينة؛ بتقسيم الطلاب الي مجموعات، فكل مجموعة عشره اشخاص، علي رأسهم
ملقن، فإن اتقن الطالب، انتقل الي القراءه علي ابى الدرداء -رضى الله عنه-؛
لما و رد عن مسلم بن مشكم -رضى الله عنه- انة قال: (قال لى ابو الدرداء: اعدد من
فى مجلسنا. قال: فجاؤوا الفا و ست مئة و نيفا، فكانوا يقرؤون، و يتسابقون عشرة عشرة،
فإذا صلي الصبح انفتل، و قرأ جزءا، فيحدقون به، يسمعون الفاظه، و كان ابن عامر مقدما فيهم)،[
٢] و ورد ان ابن الأخرم -رحمة الله- كانت له حلقه عظيمه فجامع دمشق يقرئ
فيها طلابة من بعد الفجر الي الظهر، و من الجدير بالذكر ان السلف الصالح -رحمهم الله-
كانوا يعتمدون فالتحفيظ علي قراءه المعلم، و ترديد المتعلم خلفه؛ ليصحح المعلم الأخطاء ان
وجدت، و الثانيه تستند الي قراءه المتعلم و تصحيح المعلم الأخطاء له ان و جدت. الكيفية الثنائيه فالحفظ:
يتم من اثناء هذة الكيفية اختيار شخص مقرب للطفل؛ من اخوانه، او اصدقائه؛
لمرافقتة فدراسه القرآن الكريم، بعدها يتم الترتيب بينهما للقاء يومي فموعد معين؛
فيقرا احدهما من مصحفة اية و احدة، و يستمع الآخر الية نظرا فالمصحف، بعدها يقرا الثاني الآيه نفسها،
ويكتفى الأول بالاستماع، بعدها يقرا الأول الآيه نفسها غيبا، و يسمع له الثاني من المصحف، و يصوب الأخطاء ان و جدت،
ثم يردد الثاني الآيه غيبا، و يصحح له الأول، و بعد اتمام حفظ الآيه ينتقلان الي الآيه الاتية،
وهكذا الي ان يتم الحفظ، بعدها تأتى المرحله الثانية؛ احدهما المعلم، و الثاني الطالب، و بالعكس.
استعمال اله التسجيل: اذ يتم فهذة الكيفية استعمال اشرطه تسجيل بصوت احد القراء المتقنين؛
فيستمع الطفل لآله التسجيل، بعدها يقرا من المصحف، و يكرر حتي يتقن الحفظ، و ممكن كذلك تحفيظ
الأطفال من اثناء تسجيل قراءه المعلم، و ترديد الطفل لقراءتة علي اله التسجيل،
ثم سماع الطفل للتسجيل، و تكرار القراءه حتي يتم الحفظ. كيفية الكتابة: يتم تحفيظ القرآن
الكريم للطفل فهذة الكيفية من اثناء كتابه الطفل للجزء المقرر حفظة بقلم رصاص علي و رقة خارجية،
ثم حفظه، و مسحة تدريجيا، و الانتقال الي جزء اخر، او من اثناء حفظ خمس ايات، بعدها محاوله كتابه ما حفظه،
ومقارنتة مع الآيات فالمصحف. تقسيم الآيات الي مقاطع: يتم فهذة الكيفية تقسيم الآيات
إلي مقاطع بحسب مقالات الآيات، او الحرف الذي تفتتح به، مما يسهل الحفظ علي الطفل.
كيفية الحوافز و المسابقات: يتم فهذة الكيفية تشجيع الأطفال علي حفظ القرآن الكريم؛
من اثناء تنظيم المسابقات، و إعداد الجوائز للأكثر و الأفضل حفظا، مما يحفز الأطفال للاجتهاد
فى حفظ القرآن الكريم. تقسيم الآيات الي اسطر: يتم فهذة الكيفية حفظ الآيات سطرا
سطرا؛ اذ يحضر الطفل و رقة فارغة و مصحفا، بعدها يغطى الصفحه المراد حفظها باستثناء السطر الأول؛
ليحفظه، بعدها ينتقل الي السطر الثاني، فيحفظه، و يربطة بالأول، و كذا الي ان يتم الحفظ.
كيفية الحفظ باستعمال الفيديو: تعد كيفية التحفيظ باستعمال الفيديو من اروع الطرق؛
وذلك لاشتراك اكثر من حاسة فالحفظ، مما يثبته، و ممكن استعمال هذة الكيفية من
اثناء مشاهده الطفل مقطع فيديو يعرض قارئا متقنا يقرا الجزء المراد حفظه،
مما يسمح للطفل سماع الآيات، مع ملاحظه حركه فم القارئ، بعدها تكرار القراءه معة الى
أن يتم الحفظ. الكيفية الزمرية: يتم فهذة الكيفية تقسيم الأطفال الي ثلاث مجموعات:
المتفوقين، و المتوسطين، و الضعاف، بعدها يقرا المعلم الجزء المراد حفظة قراءة نموذجية، بعدها ينتقل الى
مجموعه المتفوقين، و يطلب منهم القراءه ليسمع الجميع، بعدها ينتقل الي مجموعه المتوسطين،
ويطلب منهم القراءه عده مرات؛ ليتقنوا الآيات، بعدها ينتقل الي الضعاف و يقرا لهم،
ويعيدون خلفة الي ان يتقنوا الحفظ، و تجدر الإشاره الي ايجابيات هذة الطريقة، و منها:
بث روح المنافسه بين المجموعات، و أخذ الفروق بين قدرات الأطفال بعين الاعتبار.[٣] ا
لتدرج بالحفظ من قصار السور: من حكمه الله -تعالى- ان جعلت فالقرآن الكريم سور قصيرة؛
ليسهل علي الأطفال البدء بحفظها، بعدها التدرج بالحفظ الي ان يصلوا الي السور الطويلة.[٤]
حكم تحفيظ القرآن الكريم للأطفال ذهب جمهور اهل العلم الي جواز تحفيظ القرآن الكريم للأطفال،
لا سيما ان الحفظ فالصغر اكثر ثباتا، كما قال ابن جبير ر-حمة الله-: “يترك الصبي
مرفها اولا، بعدها يؤخذ بالتدريج”، و بين ابن حجر -رحمة الله- ان تحفيظ القرآن الكريم للأطفال يختلف باختلاف طبيعتهم؛
وهو ما يطلق علية اسلوب التدرج؛ و لذا ينبغى للمعلمين و أولياء امور الأطفال الحذر من
زجر ابنائهم و تعنيفهم؛ لئلا يتولد لديهم عدم ارتياح لحفظ القرآن الكريم،
وتلاوه اياته،[٥] و يستحب تحفيظ القرآن الكريم للأطفال؛ اقتداء بمنهج السلف الصالح –
رحمهم الله-، فقد و رد ما يدل علي انهم كانوا يحرصون علي تحفيظ ابنائهم القرآن الكريم؛
لما و رد عن ابن عباس -رضى الله عنهما- انة قال: (توفي رسول الله صلي الله علية و سلم
وأنا ابن عشر سنين، و ربما قرأت المحكم)،[٦] و ورد عنة انة قال: (سلونى عن التفسير فإني
حفظت القرآن و أنا صغير)،[٧] طجقد استدل ابن كثير -رحمة الله- بالأحاديث السابقه على
جواز تعليم القرآن الكريم للأطفال.[٨] طرق ربط الأطفال بالقرآن الكريم ممكن ربط الأطفال
بالقرآن الكريم من اثناء الكثير من الطرق، و ممكن بيان بعضها فيما يأتي:[٩] قراءة
الآباء علي مسمع الأطفال: فقد فطر الله -تعالى- الأطفال علي حب تقليد و الديهم؛
و لذا فإن قراءه احدهما القرآن الكريم امام ابنة يزيد من محبتة للقرآن الكريم، و يعلقة به.
إهداء الطفل مصحفا: من طبيعه الطفل حب التملك، الأمر الذي يخرج جليا من خلال
علاقتة بألعابه؛ و لذا فإن اهداءة مصحفا يزيد من تعلقة بالقرآن الكريم.
قراءه قصص القرآن الكريم: فمن اكثر الأمور التي يحبها الأطفال سماع القصص؛
و لذا ممكن قراءه بعض قصص القرآن الكريم بشكل مبسط، بعدها قراءه الآيات
التى تذكر القصه فختامها، فيتعلق الطفل بالقرآن الكريم. الاختلاط بأهل العلم:
إذ ان ربط الطفل بأهل العلم يشجعة علي السؤال، و المناقشة، و التعلم، مما يزيد
من حبة لكتاب الله -تعالى-. اهميه حفظ القرآن الكريم فالصغر يعد البدء بحفظ القرآن الكريم فمقتبل العمر افضل،[١٠]
وقد بين ابن خلدون -رحمة الله- ان تحفيظ القرآن الكريم للأطفال شعيره من شعائر الدين،
وقد اعتاد المسلمون علي تحفيظ ابنائهم القرآن الكريم، لا سيما ان حفظ كتاب الله
-تعالى- يرسخ الإيمان فالقلوب، و يقوى العقيدة، كما ان حفظ القرآن الكريم يعد الأساس
الذى تبني علية سائر العلوم، و لذا ينبغى استغلال الفرصه لحفظ القرآن الكريم
فى الصغر.[١١] و ربما و رد القول ان سن السابعه يعد اروع عمر للبدء بحفظ القرآن الكريم؛
لأن الطفل يبدا بالتمييز فالسابعه من العمر، و بعض الأطفال يفضل البدء بتحفيظهم
فى سن الثامنة؛ لأنهم يميزون فالثامنه من العمر، كما و رد قول احدث يفيد عدم تحديد
سن معينة للبدء بتحفيظ الطفل، و إنما يترك الأمر للوالدين؛ فحين يلمسان من طفلهما التمييز،
فإنهما يشرعان بتحفيظة القرآن الكريم، و نقل عن ابى بكر بن العربى انة قال: “وللقوم في
التعليم سيرة بديعة، و هو ان الصغير منهم اذا عقل بعثوة الي المكتب”، و ممكن القول ان
أفضل و قت لتحفيظ الطفل يحدد بحسب نضج الطفل، و تقدمة فالفهم و التمييز.[١٣]
أهميه تحبيب الأطفال بالقرآن الكريم ينبغى للوالدين السعى فتحبيب اطفالهم بالقرآن
الكريم، و تشجيعهم علي تعلمه؛ فهو حبل الله المتين، و دستور المسلمين،
وكلام الله -تعالى- الذي تعهد بحفظه، و من الجدير بالذكر ان محبه القرآن الكريم تقوى الإيمان بالله و اليوم الآخر؛
مما يساعد علي تكوين الطفل روحيا، و خلقيا، و من فائدة تعلق الطفل بالقرآن الكريم تيسير حفظه، و فهم معانيه،
كما ان محبه الطفل لكلام الله -تعالى-، و فهمه، و العمل بة يعد صدقة جارية فميزان و الدية الي يوم القيامة.
تحفيظ القرآن الكريم للطفل
